الذئبة (الحمراء)

هي مرض مزمن من أمراض التهاب الروماتيزم التي يمكن أن تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، وخاصة الجلد والمفاصل والعضلات والقلب والرئة والجهاز العصبي والدم والكلى.

هناك عدة أنواع من الذئبة الحمراء

مثل الذئبة القرصية (Discoid lupus) التي تقتصر دائما على الجلد. يتم التعرف عليها من خلال الطفح الجلدي والذي قد يظهر على الوجه والعنق، وفروة الرأس. يتم تشخيص الذئبة القرصية عن طريق فحص خزعة من الطفح الجلدي. ، يمكن للذئبة الحمراء  أن تتطور لمرض شامل لباقي أعضاء الجسم  لدى حوالي 10 في المئة من المرضى ، والتي يمكن أن تؤثر على أي جهاز أو نظام من الجسم. ما لا يمكن التنبؤ فيه أو منعه وعلاج الذئبة القرصية لا يمنع تطورها لمرض شامل.

فمن الممكن أن يكون الفرد مصاب بالذئبة الحمراء ولكن الطفح الجلدي هو من الأعراض الأولية فقط.

الذئبة  الحمراء الجهازية عادة ما تكون أكثر شدة من مرض الذئبة الحمراء القرصية، ويمكن أن تؤثر على أي جهاز أو نظام من الجسم. بالنسبة لبعض الناس، تؤثر فقط على الجلد والمفاصل. وفي حالات أخرى، قد تتأثر المفاصل والرئتين والكلى والدم، أو الأجهزة والأنسجة الأخرى. عموما،لا يتماثل شخصين يعانون من الذئبة في الأعراض. ويمكن أن تكون الذئبة في بعض الأحيان ذات أعراض خفيفة إلى منعدمة تسمى ( الساكنة) ، ومرة أخرى عندما يصبح المرض أكثر نشاطا (متوهجة). في أغلب الأحيان عندما يذكر الناس «الذئبة» فإنهم يشيرون إلى النموذج الجهازي للمرض.

الذِئْبَةٌ المُحْدَثَةٌ بالأَدْوِيَة تسببها الأدوية التي تعالج الذئبة كأحد الأعراض الجانبية للدواء ،و تختفي بمجرد التوقف عن أخذها.

أعراض الذِئْبَةٌ المُحْدَثَةٌ بالأَدْوِيَة  تكون مماثلة لأعراض الذئبة الحمراء الجهازية. الأدوية الأكثر شيوعا والمرتبطة مع الذِئْبَةٌ المُحْدَثَةٌ بالأَدْوِيَة  هي الهيدرالازين (التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع ضغط الدم) و بروكاييناميد (التي تستخدم لعلاج اضطراب ضربات القلب)

ما هي أسباب مرض الذئبة الحمراء؟

لا يعرف السبب  وراء مرض الذئبة الحمراء. ويعتقد العلماء  أن هناك عوامل وراثية وبيئية قد تكون ذات صلة . بعض العوامل البيئية التي قد تؤدي إلى المرض هي: العدوى، والمضادات الحيوية (وخاصة تلك الموجودة في مجموعة السلفا والبنسلين)، الأشعة فوق البنفسجية، والإجهاد الشديد،  كما بعض الادوية والهرمونات.

على الرغم من المتعارف عليه أن مرض الذئبة يحدث ضمن الأسرة الواحدة،  فإنه لا يوجد جينات يعتقد أنها تسبب المرض. هناك اكتشافات حديثة  تفيد بأن الجينات على الكروموسوم 1 يرتبط مع الذئبة في بعض الأسر. في السابق، من المعروف أن الجينات على الكروموسوم 6  أو ما يسمى «جينات الاستجابة المناعية» على صلة أيضا بالمرض.

في الذئبة الحمراء يتحول نظام الجسم المناعي / للدفاع ضد نفسه ويهاجم أجهزة الجسم المختلفة. الجهاز المناعي يفقد قدرته على التفريق بين المواد الغريبة  والخلايا والأنسجة الذاتية.  ثم يجعل الجهاز المناعي الأجسام المضادة تتوجه ضد «الذات.» وهذه الأجسام المضادة، وتدعى «مضادات الأجسام الذاتية»  تتفاعل مع «النفس» لتشكل التعقيدات المناعية والتي تتراكم في الأنسجة ويمكن أن تسبب الالتهاب، وإصابة الأنسجة، والألم.

من يصاب بمرض الذئبة الحمراء؟

تشير الدراسات إلى أن بعض الناس قد يرثون الميل للإصابة بالذئبة. الحالات الجديدة للإصابة بالمرض هي أكثر شيوعا في الأسر عندما يكون أحد أفراد العائلة مصاب بهذا المرض. و10 في المئة فقط من مرضى الذئبة ممن يكون أقربائهم (الأم أو الأخ أو الأخت) من المصابين بالمرض معرضون أيضا للإصابة بمرض الذئبة. تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 5٪ فقط من الأطفال الذين يولدون للأفراد  الذين يعانون من مرض الذئبة معرضون للإصابة بالمرض.

علامات وأعراض الذئبة

على الرغم من أن مرض الذئبة يمكن أن يصيب أي جزء في الجسم، فإن معظم الناس يعانون من الأعراض في عدد معين من الأجزاء. التصنيف التالي لل11 عرض يساعد الأطباء على معرفة الفرق بين الأشخاص الذين لديهم مرض الذئبة، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النسيج الضام الأخرى:

الطفح الجلدي بالوجنتين (  طفح جلدي على شكل فراشة على الخدين وعبر جسر الأنف)؛ الطفح الجلدي القرصي (القروح المنتشرة على شكل القرص على الوجه والعنق الصدر) حساسية لأشعة الشمس. قروح الفم. التهاب المفاصل (ألم وتيبس في المفاصل). التهاب المصلية (التهاب بطانة حول القلب، الرئتين، و / أو البطن، مما يسبب الألم وضيق في التنفس). مشاكل في الكلى (تسرب البروتين)؛ مشاكل الجهاز العصبي المركزي. مشاكل في الدم (الأنيميا) مشاكل بجهاز المناعة

الأجسام المضادة (الأجسام المضادة التي تتفاعل ضد خلايا الجسم نفسه) وتشمل الأعراض الأخرى: فقر الدم، التعب ، الحساسية للبرد (ظاهرة رينود) فقدان الوزن.

كيف يتم تشخيص المرض؟

مرض الذئبة من الصعب في بعض الأحيان تشخيصه لأنه لا يوجد مجموعة معينة من الأعراض . عادة ما يتم التشخيص من خلال استعراض دقيق للتاريخ الطبي بأكمله للشخص مقرونا بتحليل النتائج المتحصل عليها في التحاليل المخبرية الروتينية وبعض الفحوصات المتخصصة ذات الصلة بالجهاز المناعي (الاختبار التي يمكن الكشف عن مجموعة من الأجسام المضادة الموجودة تقريبا في دم جميع الأشخاص الذين يعانون من مرض الذئبة).

حاليا، لا يوجد  فحص معين يمكن أن يحدد ما إذا كان الشخص لديه مرض الذئبة أو لا .. بعض الفحوصات المخبرية الأخرى تتضمن ما يلي:

اختبار (C3، C4، CH50) يقيس كمية البروتينات التكميلية في الدم.

ويمكن استخدام معدل الترسيب (ESR) أو بروتين سي التفاعلي (CRP) لقياس مستويات الالتهاب والذي يكون عادة غير مرتفع.

تحليل البول للكشف عن مشاكل في الكلى. يمكن للفحص بالأشعة السينية أن يساعد بالكشف عن تلف الرئتين. تخطيط القلب يمكن من الكشف عن مشاكل في القلب.

الأسباب المحفزة للمرض

قد لاحظ العلماء سمات مشتركة في العديد من مرضى الذئبة. فالتعرض لأشعة الشمس يتسبب في تطور مفاجئ للطفح الجلدي والأعراض الأخرى. وفي حالات أخرى،قد يكون البرد أو العدوى أكثر خطورة، وتتراجع حالة المريض ومن ثم تزداد المضاعفات. قد تكون هذه المضاعفات هي العلامات الأولى لمرض الذئبة. وفي حالات أخرى قد يكون أحد أنواع الدواء الذي يؤخذ لبعض الأمراض تنتج الأعراض الأولية لمرض الذئبة. عند بعض النساء، فالأعراض الأولى وعلامات المرض تتطور خلال فترة الحمل. وفي حالات أخرى، تظهر تقريبا بعد الولادة. و هناك العديد من المرضى لا يستطيعون تمييز العوامل المسببة للمرض وهناك عوامل لا علاقة لها بالعوامل المذكورة قد تؤدي إلى ظهور المرض.

ما هو العلاج؟

التشخيص المبكر والعلاج مهم لمنع المضاعفات المرافقة للمرض. ليس كل المصابين بمرض الذئبة الحمراء لديهم نفس الأعراض. ولذلك، يجب على كل شخص أن يعمل على خطة خاصة له مع طبيبه المختص. بالنسبة للغالبية العظمى من مرضى الذئبة، يمكن للعلاج الفعال الحد من أعراض المرض، والحد من الالتهاب، والحفاظ على وظائف الجسم الطبيعية.

الحمل والذئبة

إذا كنت تعانين من مرض الذئبة الحمراء و تخططين للانجاب ، فيجب عليك مراجعة الطبيب. وذلك للتحقق من وجود الأجسام المضادة التي يمكن أن تسبب مشاكل في القلب عند الأطفال حديثي الولادة.